عقد الاتحاد الأفريقي في الأمس اجتماعًا رفيع المستوى في مقره لمراجعة تنفيذ اتفاقية وقف الأعمال العدائية، التي أنهت الحرب التي استمرت عامين في تيغراي. جمع الاجتماع، الذي حمل عنوان “ما الذي يمكننا تعلمه من الاتفاقية؟”، أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك ممثلون عن الإدارة المؤقتة لتيغراي، و حزب جبهة تحرير شعب تيغراي، والحكومة الفيدرالية الإثيوبية، لمناقشة التقدم والتحديات والطريق إلى الأمام.
الالتزام بالسلام وعودة النازحين:
– أكد غيتاتشو ردا، رئيس الإدارة المؤقتة لتيغراي، على الحاجة الملحة لمعالجة محنة النازحين داخليًا في المنطقة. وقال: “يجب أن يكون التركيز الأكثر أهمية على عودة النازحين إلى الأراضي الدستورية في تيغراي”. “يجب معالجة هذه القضية بطريقة تضمن السلام والأمن المستدامين في المنطقة بأكملها”.
– كما دعا المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي والحكومة الفيدرالية الإثيوبية إلى إعطاء الأولوية لإعادة توطين النساء والأطفال الذين يعانون في مخيمات النازحين داخليًا. وأضاف: “سنواصل التزامنا بقضية السلام”، مؤكدًا على أهمية العمل الجماعي للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية.
التحديات والطريق إلى الأمام:
– أقر الدكتور دبرتسيون قبرمكئيل، رئيس جبهة تحرير شعب تيغراي، بأهمية اتفاق وقف الأعمال العدائية باعتباره إنجازًا مهمًا، لكنه سلط الضوء على قضايا حرجة لم يتم حلها. وقال: “بينما كان وقف الأعمال العدائية إنجازًا كبيرًا، يجب علينا معالجة المكونات الرئيسية مثل الاستعادة الدستورية للأراضي المحتلة، وانسحاب القوات غير التابعة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، وإعادة توطين النازحين، وإعادة توطين جبهة تحرير شعب تيغراي قانونيًا”.
– وشدد الدكتور ديبريتسيون على الحاجة إلى التحرك السريع والالتزام الثابت من جانب جميع الموقعين على الاتفاق. كما دعا إلى تعزيز آليات الرصد والتحقق لضمان الالتزام بشروط الاتفاق وبناء الثقة بين أصحاب المصلحة. وأضاف “في هذه اللحظة الحرجة، فإن استمرار مشاركة الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي أمر ضروري”.
حماية الاتفاق من المفسدين:
– أكد وزير خارجية إثيوبيا، الدكتور قيديون تيموطيوس، على أهمية حماية اتفاق السلام من المفسدين الداخليين والخارجيين. وقال “يجب علينا حماية الاتفاق من أولئك الذين يسعون إلى تقويضه”، وحث جميع الأطراف على البقاء ملتزمين بالمبادئ المنصوص عليها في اتفاق بريتوريا.
دور الاتحاد الأفريقي في الوساطة والمراقبة:
– تضمن الاجتماع تقريرًا تقدميًا قدمه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد والرئيس النيجيري السابق أولوسيجون أوباسانجو، الذي شغل منصب الوسيط الرئيسي للاتحاد الأفريقي خلال المفاوضات. وسلط الزعيمان الضوء على إنجازات الاتفاق مع الاعتراف بالتحديات التي لا تزال قائمة. وأكدا التزام الاتحاد الأفريقي بدعم عملية السلام وضمان تنفيذها الناجح.
دعوة إلى دعم دولي مستدام:
– أكدت المناقشات على الحاجة إلى مشاركة دولية مستدامة لمعالجة التحديات الإنسانية والسياسية والأمنية في تيغراي. واتفق المشاركون على أن عودة النازحين وانسحاب القوات الأجنبية واستعادة النظام الدستوري أمور بالغة الأهمية لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.