تواجه ياقر، إحدى المناطق السبع عشرة في مقاطعة قولا تمبين بوسط تيغراي، أزمة إنسانية مقلقة، إذ دفع الجفاف المستمر وفشل المحاصيل الكامل السكان إلى جوع شديد وصدمة نفسية. يُبلغ سكان ياقر عن مواجهة أزمة تُهدد حياتهم، حيث أدت أشهر من الجفاف إلى تدمير المحاصيل، ونفوق الماشية، وتركت العائلات تتضور جوعًا ويأسًا.
تقول تكباش سيفو، وهي أم لطفلين:
“نحن نموت جوعًا. لم يتبقَّ لدينا ما نبيعه أو نشتريه. أنا طريحة الفراش منذ مايو. مارست الزراعة العام الماضي، لكن الأرض لم تُعطنا شيئًا. الآن، لا يوجد طعام ولا أمل.”
يُعبّر ولدروفائيل تكلهايمانوت، وهو أب لخمسة أطفال، عن ألمه قائلًا:
“نحن نختنق من الجوع. أنا مريض وطريح الفراش منذ أربعة أشهر. لا يوجد أي شيء في هذه المنطقة. لا يوجد ما نأكله، ولا ما نعتمد عليه للبقاء على قيد الحياة. عائلتي بأكملها تتضور جوعًا.”
شاهد أحد السكان، سبهاتلئاب أسقدوم، مصدر رزقه يتلاشى أمام عينيه:
“كان لدي ستة رؤوس من الماشية. نفقت أربعة منها، وواحدة على وشك الموت، ومات معها حمار. من بين أغنامي الخمسة عشر، لم يبقَ سوى اثنين. نفقت خمسة من أصل عشرة رؤوس من الماعز. كنا نعتمد على أمطار أبريل ومايو. أغسطس هو الشهر الذي يُفترض أن تنمو فيه المحاصيل. لكن لا شيء ينمو. الحيوانات ليس لديها عشب لتأكله. إنها تموت. نحن نموت. أسوأ معاناة هي للماشية، لكننا التاليون.”
تتفاقم الأزمة بسبب عزلة ياقر عن جميع المناطق المجاورة. قال قبري أسيقو من مكتب الشؤون الاجتماعية في ياقر:
“لا يوجد طريق للوصول. تشهد منطقة ياقر صعوبات جمة، لكن الوصول إليها شبه مستحيل. يعاني السكان في صمت.”
أكد رئيس قطاع التنمية الاقتصادية الريفية في مقاطعة قولا تمبين، قويتئوم قبرهواريا، نفوق عشرات الآلاف من رؤوس الماشية وتزايد حالة اليأس بين السكان. وأضاف أن ٧٠٠ هكتار من الأراضي الزراعية في ياقر تم بذرها ثلاث مرات هذا العام، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل بسبب قلة الأمطار. وصرّح قائلًا: “لم يُحصد أي شيء على الإطلاق. السكان في خطر شديد.”
كانت ياقر تُعرف سابقًا بوفرة مواردها الحيوانية، لكنها الآن تواجه نفوقًا جماعيًا للحيوانات.
ووفقًا لقويتئوم، تسبب الجفاف في نفوق ١٣٬٥٠٠ رأس من الماعز، و٤٬٥٠٠ رأس من الأغنام، و٩٠٠ رأس من الحمير، و١٨٥ رأسًا من الأبقار، ومستعمرة تضم ٢٠٠ نحلة. وفي المجمل، نفق أكثر من ٢٧٬٠٠٠ رأس من الماشية في الأشهر الأخيرة.
“فقدت بعض الأسر ٥٠ رأسًا من الماعز، و٥ أبقار، و٢٨ رأسًا من الأغنام. الحمير معرضة للخطر بشكل خاص. هؤلاء المزارعون لا يواجهون الجوع فحسب، بل يعانون أيضًا من أزمة نفسية حادة، خاصة بعد كل ما عانوه خلال الحرب”، كما أضاف.
مع انقطاع الأمطار، وانقطاع الطرق، وغياب الإغاثة، تقف قرية ياقر على حافة الانهيار التام. ويدعو السكان والمسؤولون على حد سواء إلى اتخاذ إجراءات إنسانية عاجلة قبل إزهاق المزيد من الأرواح.
